فعل و فاعل و مفعول به
ما نلاحظه في العديد من مقالات و كتابات أدباءنا العرب تعسفهم على اللغة العربية و أعني هنا بكلمة تعسف تحميل اللغة ما لا طاقة لها بحمله من معاني، إذ يقدّم خيرة أدباءنا العرب لغة معقدة تُفقد العربية معناها و تخرجها من سياقاتها المرجوّة و حتى دلالاتها اللغوية التي تكون في الغالب ضبابية و مبهمة، هي طبعا حسب مفاهيمهم صور شعرية مجردة و لكن إن خضع الفن للتجريد فهل ينطبق هذا المبدأ على اللغة؟
أصبحت اللغة العربية مجالا لاستعراض العضلات و المهارات اللغوية و التفاخر بالمكتسبات و هو ما يجعلها غير مفهومة و غير مقروءة في بعض الأحيان و كأننا بالذي يكتب، يفتح لسان العرب و يختار المرادف الغير متداول لكلمة غاية في البساطة ليبين أنه ذا دراية و معرفة لغوية و أنه مضطلع في اللغة العربية.
إن اللغة العربية قد عانت كثيرا و مازالت تعاني بفضل المثقفين الجدد الذين يخترعون ألفاظا جديدة متى شاءوا و يحيون ما أكل عليه الدهر و شرب متى شاءوا.
رجائي أن تقف معاناة اللغة العربية. فكم جميل أن يستطيع الجميع القراءة و كم من الرائع أن نكتب بلغة سلسة و بسيطة تشد القارئ إلى سحر الكتاب و متعة الكلمات، خاصة و أن شبابنا قد أقام حواجز و حدودا بينه و بين الكتاب بصفة خاصة و المطالعة بصفة عامة كم من السهل أن نكتب جملة تتكون من فعل و فاعل و مفعول به أو من مبتدأ و خبر فجمال الأشياء في بساطتها و جمال اللغة في تأثيرها على القارئ.
Mohamed Chikhaoui
محمد الشيخاوي